بابل ، بغداد
3
الكفه هي النسخة الرافدينية من نوع من القوارب التي وجدت في جميع أنحاء العالم، وهي قارب "الكوراكل". أقدم أثر لهذا النوع من القوارب هو نموذج فخاري وجد في ساكسونيا السفلى يعود تاريخه إلى 5500 قبل الميلاد. ويعتقد أن هذا القارب صنعه المهاجرون الذين قدموا إلى أوروبا الوسطى من الشرق الأوسط، وجلبوا معهم الثقافة الزراعية إلى أوروبا. تختلف أنواع قوارب الكوراكل في العالم في صناعتها، فهناك تلك ذات الإطارات الجلدية وأخرى تستخدم أنواعًا مختلفة من السلال لصنعها؛ وفي حالة الكافا، تستخدم السلة الملفوفة وهي مقاومة للماء ومطلية بـ (القطران). كانت الكفة تُنتج وتُستخدم في المنطقة الوسطى من العراق على نهر دجلة بين مدينتي تكريت والكوت، وعلى نهر الفرات بين مدينتي هيت والسماوة
الأبعاد القديمة
تم تصوير الكف في النصوص والفنون الرافدينية في عصور مختلفة، بدءًا من وجوده على الأختام الأسطوانية السومرية التي يعود تاريخها إلى حوالي 3500 قبل الميلاد. تشير الأدلة إلى أن صناعة النخيل كانت تقليدًا مستمرًا منذ ذلك الوقت. تُظهر المنحوتات الآشورية سعف النخيل يحمل عربات حربية قديمة. وصف البابليون سفينة نوح بأنها نخلة مستديرة، مما يشير إلى اعتقادهم بأن النخلة كانت موجودة منذ العصور القديمة. تم وصف النخلة في "تاريخ" المؤرخ اليوناني هيرودوت (450 قبل الميلاد)، وذكرها أيضًا مسافرون آخرون زاروا بلاد ما بين النهرين، وكذلك في الأدب العربي. في الأغاني الشعبية، تم ذكرها كمكان سري للقاء العشاق. وتظهر النخلة أيضاً في لوحات الفنانين العراقيين الرائدين (بين القرنين التاسع عشر والعشرين)، مثل أعمال الفنان عبد القادر الرسام